‏إظهار الرسائل ذات التسميات فرنسا. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات فرنسا. إظهار كافة الرسائل

4 أبريل 2014

موانئ المشرق (مقتطفات من الرواية) - أمين معلوف

أمين معلوف

"فحتى عندما لا نبصر نورا في نهاية النفق يجب أن نؤمن بأن النور لابد أن يظهر"القفر
*** *** *** *** ***
"سألني :
_ بماذا تريد أن نبدأ الحديث ؟
_ الأفضل أن نبدأ من البداية , من ولادتك ..
تمشى دقيقتين كاملتين بصمت , ثم أجاب بسؤال :
_ أواثق أنت أن حياة الإنسان تبدأ يوم ولادته ؟
لم يكن ينتظر جوابا بل كان سؤاله مجرد أسلوب لبدء روايته , فتركت له الكلام مصمما على التدخل بأقل قدر ممكن."
*** *** *** *** ***
"تشاور الخدم على أن شخصا واحدا في العالم يمكن أن يعصي أوامره دون أن يصب السلطان جام غضبه , وهذا الشخص هو ابنته الأثيرة , إيفيت .كان الاثنان يتبادلان أعمق آيات الحب , وهو لايرفض لها طلبا , فاستقدم لها مدرسين علموها عزف البيانو والغناء والفرنسية والألمانية , وكانت تجرؤ في حضرته على ارتداء الزي الإفرنجي الذي يأتيها من فيينا أو باريس ."
*** *** *** *** ***
"ذلك أننا نستطيع أن نفكر عكس ذلك أيضا : فكيف للزوج الطبيب الذي لايفارق زوجته , ويلبسها ثيابها ويخلعها عنها ويحممها كل مساء وهي المرأة الشابة والجميلة التي يعشقها بكل جوارحه ,لدرجة أنه كرس لها كل لحظة من حياته ـ كيف له أن يتأملها دون أن تجرفه عاطفته الجياشة ؟"

22 يوليو 2013

الحزام (مقتطف من الرواية) – أحمد أبو دهمان

أحمد أبو دهمان
"أخذت الحياة من أبي وأمي أقصى ما تستطيع، واقتربا من الآخرة، واقتربت أختي التي ترعاهما من الزواج. ولكي يظل أبي رجلا كاملا كما تود أمي فقد اقترحت عليه أن يتزوج، لأنها لم تعد قادرة على الوفاء بأعبائها . لا في البيت ولا في الحقول. ولذا كان لابد لأبي من امرأة. ولكن من ؟ نصحته أمي أن يخطب ابنة أعز صديقاتها، غير أن أبي التزم الصمت. وبينما كنت أواصل دراستي في المدينة، أخبرني أحد الآتين من القرية. بأن أمي قد رحلت من البيت، وأنها سكنت بيتا صغيرا في أطراف القرية. أي كارثة هي هذه، بكيت أمي وأبي، وأختي التي ظلت مع أبي، ممزقة بين بيتين. بكيت للشعر والموسيقى وحياة بأكملها. عندما عدت إلى القرية، وجدت أبي وحده في استقبالي، قبلته على عجل بدون أن ينظر أي منا في وجه الآخر. وأخذ يمشي أمامي في اتجاه البيت، وكل منا يحمل جرحه. فتح الباب لكنه دخل بمفرده. لأني كنت قد أخذت الطريق المؤدي إلى بيت أمي. نظرت إلى خلف، رأيت أبي يمسح دموعه. ويدعوني بيده للعودة إليه. بينما كانت أختي تراقب المشهد وهي تبكي على سطح المنزل. كنت أحمل كيسا مليئا بالقهوة والهال والسكر، لتقضي أمي عيدا يليق بها. وصلت. كانت غمامة كثيفة تغطي عيني. وجفاف لم أعرفه من قبل قد استولى على حنجرتي. ومن خلال دموعي رأيت أمي واقفة كجبل مليء بالورود والأزهار. أنيقة مبتسمة، وشاعرة كما لم أرها من قبل. وبمجرد أن دخلت عاتبتي على هذه الحماقة.

22 أغسطس 2012

الزحام - شارل بودلير (قصيدة)

 شارل بودلير / Charles Baudelaire
لم يتيسَّر لكل إنسان أن يستحم في حشد من الناس: إن التمتع بالزحام فنٌّ؛ ولا يستطيع القيام بعربدة حيوية، على نفقة الجنس البشري، سوى هذا الذي نفخت جنّية فيه، وهو في مهده، طعمَ التنكّر والقناع، كراهية البيت وحب السفر.
حَشدٌ، وَحْدةٌ: مفردتان متعادلتان وقابلتان للتحوّل بالنسبة إلى الشعراء النشطين والغزيرين. هذا الذي لا يعرف كيف يجعل وَحْدته مكتظة، لا يعرف أيضاً أن يكون وحيداً وسط زحامٍ منهمكٍ في أشغاله.

4 أغسطس 2012

الشاطيء (قصة قصيرة) - ألان روب غرييه

ألان روب غرييه 
صبية ثلاثة يمشون على طول الشاطيء جنبا الى جنب ويمسكون بأيدي بعضهم البعض. طولهم متقارب وأعمارهم أيضا متقاربة _ في حوالي الثانية عشرة- لكن مع ذلك يبدو الذي في الوسط أقصر من الاثنين الآخرين. باستثناء هؤلاء الصبية الثلاثة فالشاطيء الطويل فارغ ، يمتد فيه شريط الرمل العريض بوضوح على مد النظر ، يخلو من الصخور المتناثرة ، والحفر المائية وينحدر بنعومة من المنحدر الصخري عند الشاطيء نحو البحر فيبدو لا نهاية له.

الطقس رائع والشمس تضيء الرمل الأصفر بضوء عمودي متقد، السماء صافية بلا غيوم والريح ساكنة ، الماء أزرق صاف بلا أي أثر لموجة كبيرة قادمة من بعيد على الرغم من مواجهة الشاطيء للبحر المفتوح والافق البعيد.

2 أغسطس 2012

الأفعى الزرقاء ( قصة قصيرة) - الطاهر بن جلون

الطاهر بن جلون
1

أحب السفر بالمركب. فالمركب في هذا الزمن، زمن السرعة وازدحام الأجواء، يعد ترفا يستغرق السفر فيه وقتا كافيا. إنه مناسبة لعدم التفكير في شيء، ولإعداد النفس لدخول إيقاع جديد. الوقت صيف وأنا كنت على المركب المسمى "مراكش"، الذي يصل بين سيت وطنجة. بالكاد أصبحت على متن المركب حتى قدم نحوي رجل قصير القامة، خمسيني، فاتحا ذراعيه. حياني وعانقني. لم أكد قد رأيت هذا الرجل قط. اضطربت قليلا ولم أقل شيئا ظاهريا، يفترض أن يكون هذا احتقارا، خطأ، أو تشوشا يعود للشبه بيني وبني أحد يعرفه. لا. طمأنني الرجل أن الموضوع ليس شيئا من ذلك.

تلك العتمة الباهرة (مقتطفات من الرواية) - الطاهر بن جلون

الطاهر بن جلون
"الوجع يمنحني صفاء غير معتاد .. أتالم ولكني أعلم ما الذي ينبغي فعله لكي تتوقف هذه المكيدة" 

"التذكُّر هو الموت ، لقد استغرقتني بعض الوقت كيما أُدرك أن التذكر هو العدو . فمن يستدعِ ذكرياته يمُت توًا بعدها كأنه ابتلع قرص السُم ." 

"إن الانسان له رفعة أكبر وهو ميت منه وهو حي ، لأنّه إذ يعود إلى التراب يمسي تُرابًا ، وما من شيءٍ أكثر رفعة من التراب الذي يوارينا ويُغمِضُ أعيُننا و يُزهِر في خلودٍ بهيًّ ." 

"في شخصية كل انسان يكمن قدر من السوقية !" 

"و للمرة الأولى منذ ثمانية عشر عاماً أقفُ قبالة صورتي . أغمضت عيني . أحسست بالخوف . 
خفت من عينيّ الزائغتين ، من تلك النظرة التي أفلتت بمشقة من الموت ، من ذلك الوجه الذي شاخ و فقد سيماء انسانيته .." 

"إن أكثر الأمورالاعتيادية تفاهةً، تصبح في المحن العصيبة، غير اعتيادية، لا بل أكثر مايُرغَب فيه من أمور الدنيا."

24 يوليو 2012

مقاطع من «يوميات الحداد» | رولان بارت

Roland Barthes رولان بارت
في اليوم الموالي لوفاة أمه ( وقد توفيت في 25 أكتوبر 1977) بدأ بارت بكتابة يوميات الحداد وكان يكتبها على قصاصات صغيرة من الورق
يكتبها وكأنه يقول لنفسه: تذكر جيدا أن هذه المرأة كانت هنا وقد سجلت مرورها في هذا العالم
يوميات الحداد إذن هو هذا الأثر التاريخي الذي يخلد به بارت أمه، يخلد به صوتها، ورقتها، وجانبها الخاص والمطلق، يكتبها أيضا و كأنه يقول لنفسه: تذكر جيدا كل ذلك لأن دورك سوف يأتي لا محالة وستموت أنت أيضا
بهذه اليوميات، يحفظ بارت آثار الأم حتى لا يصبح موته كـ»ابن» موتا ثانيا لها،
وهذه ترجمة بسيطة لي لبعض المقاطع من هذه اليوميات التي نشرت بعد وفاته في 2009

30 يوليو 2010

في وادي العالم | أندره بروتون (الشعر الفرنسي) André Breton

أندريه بروتون André Breton  بهائم منفصلة تجول حول العالم

وتسأل طريقها هواي
الذي يجول هو الاخر حول الارض
لكن في اتجاه معاكس
ينجم عن ذلك التباسات كبرى
الصين تخضع للحظر
شبه الجزيرة البلقانية
يتجاوزها قسم من الموكب
في المشرق ستة عشرة زحافة
منجمة انطلاقا من نار
جوفية رفعت على
قمة سارية
محرّضة للسماء
تحي افتراب اللبدات البيضاء
الاوراق السنانية
التي ترافق تمتمتها
هذه القصيدة
حسب زعم مغن
ظل الاجنحة الاقدام الزعانف
يكفي للشهرة

قصيدة النثر من بودلير حتى الآن | سوزان برنار

ذات يوم، حدد "بودلير" الفن - في صيغة مدهشة - بأنه سحر إيمائي يحتوي الشيء والموضوع في آن واحد، العالم الخارجي للفنان والفنان نفسه.(1) ويلاحظ دانييل - رويس أنه يمكن تطبيق هذه الصيغة على القصائد النثرية الصغيرة في "سأم باريس"، (2) مثلما على "أزهار الشر": بل ربما نجد - أيضا - في "سأم باريس" تأكيدا أشد على الشعور بالانصهار بالتطابق بين الشيء والموضوع: كل هذه الأشياء - كما يقول "بودلير" - أمام مشهد يجري، تفكر من خلالي أنا، وأنا أفكر من خلالها(3). هذا التشتت (أو هذا التوسع) للـ"أنا" سوف تساعد عليه أجواء المدينة الكبرى: ففي المشهد المديني، وفي قلب الحشد المتنوع في أشكاله، يحس الشاعر بشخصيته تتضاعف،

17 يوليو 2010

جاذبية |جان ماري ج. لوكليزيو

JMG_Le_Clezio
أتذكر هذا اليوم جيدا، بعد عدة سنوات عديدة، لا تعني شيئا أذكر قدومي في كل لحظة، وأنا أراقب اللحظة التي تترك فيها الفتاة المكان المعتم الرطب كي تجلس وجدتها على الطريق المفروشة بالحصى. كانت شمس الشتاء تضيء ملابسها وشعرها، وتعكس لمعة بشرتها. في يوم ما، وجدت المقعد خاليا، والفتاة جالسة مكان جدتها، وعندما رأتني انتصبت واقفة،

11 يوليو 2010

هسْهَسَةُ الُّلغَةِ | رولان بارت



إنَّ الكلام لَيسير قدماً في اتِّجاهٍ واحد.وهذا هو قدره.‏
فما قد قيل لا يستطيع أن يستعيد نفسه، إلا إذا ازداد:فالتَّصحيح، إنَّما يكون هنا، وبشكل غريب، إضافة.‏
فأنا حين أتكلم لا أستطيع أن أمحو ما أقول أبداً، كما لا أستطيع أن أمسحه، ولا أن ألغيه.‏

10 يوليو 2010

نحن فريسة للشرّ | يوجين يونيسكو

من المؤكد أن هناك مذاهب وأيديولوجيات ومعتقدات نتخذ منها ذرائع، إن مفاهيم الوطن والدين والأرض والإقتصاد وصراع الطبقات ليست سوى الذرائع؛ الأقنعة التى تبرر جرائمنا وصلفنا، إن كل انسان بل كل كائن حي يجب أن يكون متأهباً للموت فى كل لحظة كما سبق وأن قلت، ولكن كل انسان أيضاً ينبغى أن يكون مستعداً لأن يهب كل شيء لأخيه الإنسان.

8 يوليو 2010

نجمة بلا مدار | فيكتور هوغو

 
..تهرب بلا هوادة
نحو فضاء خالد وصاف
نحو نور وفيّ للجميع
تهرب نحو براءة السماء اللازوردية
كي لا تلوث طهارتك الفخورة
بطين وغبار دروبنا.

5 يوليو 2010

جميل كالكون حزين كالانتحار - لوتريامون (الشعر الفرنسي)

 لوتريامون Lautréamont

أنا لا أحب النساء! ولا حتى الخنثاويين! يلزمني كائنات تشبهني، يكون النبل البشري مطبوعاً على جبهتها بحروف أكثر وضوحاً وثباتاً! هل أنتم متأكدون أن اولئك اللواتي يحملن شَعراً طويلاً، هن من نفس طبيعتي؟ أنا لا اعتقد ذلك، ولن اتخلى عن رأيي. إن رضاباً أجاجاً يسيل من فمي، لا أعرف لماذا.

20 يونيو 2010

قُبّة الغطّاس الزجاجيّة | موريس ماترلينك



أيّها الغطّاس الذي لا يبارحُ قبّته الزجاجية!.
بحرٌ برمّته من الزجاج ، دافئ مدى الدّهر !
حياةٌ لا تتحرّكُ على الرقّاصات البطيئة الخضراء !
ولَكَم من كائن عجيب خلَلَ الجوانبْ !
و كلّ ملامسةٍ محظورةٌ مدى الدّهر !

19 يونيو 2010

غياب تعاون الإرادة الفعلي - لوتريامون (الشعر الفرنسي)


 لوتريامون Lautréamont
".. كان شاهداً على ثمة ظاهرة كان يبدو أنها تتجاوز و لقد كانت تتجاوز يقينيّاً المفاهيم المعروفة التي تمدّنا بها الملاحظة و التجربة، كأمطار الضفادع، مثلاً، التي قيّض لمشهدها السحري أن لايكون مفهوماً من جانب العلماء. وأن روحه، في هذا اليوم الآخر، كي نتكلّم في المقام الثاني و الأخير عن الأشياء الذاتية، عرضت على نظرة علم النفس المستقصية، لن اذهب الى حد القول اضطراباً في العقل

الضّمير - لوتريامون Lautréamont (الشعر الفرنسي)

لوتريامون Lautréamont
.. من الموافق ألاّ أدعَ الضمير يقطع الطريق عليّ . فلو أنّه كان قد مثُل أمامي بالتواضع و الحياء الملازمين طبقته لكنتُ أصغيتُ إليه . ما كنتُ لأحبّ كبرياءه . مددت يدي ، وتحتَ أصابعي سحقتُ الأظافر ؛ تناثرتُ هباءً تحت الضغط المُتزايد ، ضغطُ هذا الهاون الجديد الطراز .