5 يوليو 2010

جميل كالكون حزين كالانتحار - لوتريامون (الشعر الفرنسي)

 لوتريامون Lautréamont

أنا لا أحب النساء! ولا حتى الخنثاويين! يلزمني كائنات تشبهني، يكون النبل البشري مطبوعاً على جبهتها بحروف أكثر وضوحاً وثباتاً! هل أنتم متأكدون أن اولئك اللواتي يحملن شَعراً طويلاً، هن من نفس طبيعتي؟ أنا لا اعتقد ذلك، ولن اتخلى عن رأيي. إن رضاباً أجاجاً يسيل من فمي، لا أعرف لماذا.
من يريد أن يمتصه لي، كيما اتخلص منه؟ انه يصعد… انه يصعد دائماً! اعرف ما هو. لقد لاحظت أني، عندما أشرب من الحلق دم الذين يضطعجون قربي (من الخطأ اعتباري هامّة، لأن هذا الاسم يطلقونه على الأموات الذين يخرجون من قبرهم؛ أما أنا فاني حي)، ألفظ في اليوم التالي قسماً من هذا الدم من فمي: هذا هو تفسير الرضاب المنتن، ماذا يريدوني أن أفعل، إذا كانت الأعضاء، وقد اضعفتها الرذيلة، ترفض انجاز مهمات هضم الغذاء؟ لكن لا تكشفوا عن اعترافاتي لأحد. إني لا أقول لكم ذلك لأجلي أنا، بل لأجلكم و لأجل الآخرين، بغية أن تحفظ هبية السر، ضمن حدود الواجب والفضيلة، اولئك، الذين قد تسوِّل لهم نفسهم الاقتداء بي، ممغنطين بكهرباء المجهول.

تكرَّموا بتأمل فمي (لست أملك، الآن، الوقت لاستعمال عبارة مجاملة أطول)؛ انه يذهلكم لأول وهلة بمظهر تركبيه، دون أن يحملكم على تشبيهه بالأفعى؛ هذا لأني أقلّص نسيجه إلى آخر مدى لكي أقنع الناس بأني أتمتع بطبع بارد. انكم لا تجهلون أنه على النقيض من ذلك تماماً. ليتني استطيع أن انظر عبر هذه الصفحات الملائكية إلى وجه ذاك الذي يقرأني. إذا كان لم يتجاوز المراهقة فليقترب. شدني اليك، ولا تخش أن توجعني، فلنضيِّق تدريجياً روابط عضلاتنا أكثر. اشعر انه لا جدوى من الإلحاح؛ ان كثافة صفحة الورق هذه الافتة للنظر لأكثر من حجة، هي مانع أكبر ما يكون لعملية اتصالنا الكامل.
--------------------------------------------
مُقتطف من المقطع الخامس للنشيد الخامس (أناشيد مالدورو)  1867م ترجمة سمير الحاج شاهين

  ( ايزيدور دوكاس) : الكونت دي لوتريامون وهو اللقب الذي كتب تحت اسمه والذي  استوحاه مع بعض التحريف من راوية تاريخية لاوجين سو، أبصر النور العام 1846م في مونتفيديو عاصمة الأورغواي، حبث كانا والداه الفرنسيان قد هاجرا العام 1840 م ، والتحق والده لاحقا بالقنصلية الفرنسيه بالاورغواي كموظف في بادئ الأمر ومن ثم تتدرج حتى اصبح مستشارا من الدرجة الأولى. تيتّم لوتريامون بعد عشرين شهراً من ولادته وواكب في طفولته الكوارث بدءاً من الطاعون الذي تفشى في امريكا الجتوبية العام 1856 وانتهاءً بالحروب  والثورات تلك الحقبة بين الأرجنين والأورغواي مما جعله يعود الى موطنه الأم فرنسا العام 1859، وكتب حينها ( ان النهاية القرن التاسع عشر ستشاهد شاعرها وقد ولد على الشواطئ الأمريكية ). تم استضافته من قبل أعمامه في (بازيت) فرنسا والتحق بثانوية (طارب)، الى هنا يقف التاريخ عن سرد اي معلومات عن لوتريامون حتى يفشي فقط تاريخ وفاته الغامضه؛ نهار الخميس الرابع والعشرين من تشرين الثاني العام 1870م في الثامنه صباحا وعمره لم يتجاوز الخامسة والعشرين ( ماذا كان فعل لوأنه تمكن من العيش مزيدا، لقد أفسد عقلي كثيراً) متنبأ بوفاته كذلك كتب لوتريامون، مات وترك ورائه كتابا طبعه على نفقته الخاصة ولم تقبل به اي دار نشر كما كتب بعض الرسائل، وصلتنا كتابات لوتريامون بعد ذلك بسنين عن طريق صديق مخلص له حافظ عليها في أحد بنوك الودائع في سويسرا، واحتفي بكتابه بعد وفاته بعشرات السنين، يعتبر لوتريامون أول من كتب  على وجه المطلق. تعليق د. شريف بقنه

جميل كالكون حزين كالانتحار |  Lautréamont ()