21 سبتمبر 2012

نهاية التاريخ والإنسان الأخير (مقتطفات) - فرانسيس فوكوياما

 فرانسيس فوكوياما
ان نهاية التاريخ لا تعني ان تنتهي الدورة الطبيعية من الولادة والحياة والموت وان الاحداث الهامة سيتوقف وقوعها وان الصحف التي تنشرخا ستحتجب عن الصدور .. وانما يعني هذا انه لن يكون ثمة مجال لمزيد من التقدم في مجال المبادىء والانظمة الاساسية وذك لان كافة المسائل الكبيرة حقاً ستكون قد حلت
-------------
ان ما يرضي البشر حقاً ليس الوضع المادي بقدر ما يرضيهم الاعتراف بوضعهم وكرامتهم
-------------

16 سبتمبر 2012

الثقافة و المقاومة (مقتطفات من الكتاب) - إدوارد سعيد

إدوارد سعيد
لم استطع ان اعيش حياة ساكنة او غير ملتزمة .. ولم اتردد في اعلان انتمائي والتزامي بواحدة من اقل القضايا شعبية على الاطلاق
-----
ان التفاعل بين الفلسطينيين والاسرائيليين يتسم بالكراهية والعداء بمنتهى الوضوح .. لكنهم يتواجدون فيزيائيا معا في المكان نفسه .. لقد اصبحت مقتنعاً بشكل ما .. متأثراً بما عاينته وبما اعرفه على انه حقيقة بان هذا الواقع لا يمكن تغييره بسحب الناس وراءً الى حدود او دول منفصلة .. كل ذلك يفضي الى ان شكلاً من التسوية ينبغي ان ينشأ بحيث يسمح للشعبين بأن يعيشا معاً بشكل سلمي ولا أرى ان الحل سيأتي عبر الفصل
-----
انني الاحظ في كل مكان اذهب اليه فرقاً ملحوظاً عندما يتعلق الامر بالاجيال .. ولا يساورني ادنى شك حيال ظهور شجاعة جديدة وروح شكاكة .. ويمكنك ان ترى فضولا عقلياً يطفو على السطح في الناس الذين معظمهم في أعالي العشرينيات مثلما هو الحال في أولئك الاصغر سناً .. وهو امر يختلف تماما عن اي شيء سبق ان خبرته في الناس الذين ينتمون الى جيلي والجيل الذي أعقبه مباشرة

13 سبتمبر 2012

طوق الياسمين (مقتطفات من الرواية) - واسيني الأعرج

الروائي الجزائري واسيني الأعرج
" نعم نكتب لأننا نريدُ من الجرح ان يظل حيًا ومفتوحا . نكتبُ لأن الكائن الذي نحب ترك العتبه وخرج ونحن لم نقل له بعد ما كنّا نشتهي قوله . نكتبُ بكل بساطه لأننا لا نعرفُ كيفَ نكره الآخرين ، ولربما لأننا لا نعرفُ ان نقولَ شيئا آخر "

" البرد وعزلة المقابر وعشرون سنة من المحاولات اليائسة لنسيانك يا مريم... أنا لا أعرف سوى الكتابة عن امرأة لم يعرف قلبي المهبول سواها "

" مريم؟
بقايا الأبجدية المستحيلة،هل تدرين؟
بعد عشرين سنة لم أفعل شيئاً مهماً سوى البحث عنك.
أعود إلى هذه المقبرة التي صارت اليوم وسط المدينة بعد امتداد العمران بشكل جنوبي إليها، أقف على هذه الشاهدة الصغيرة التي كتب عليها كما اشتهيتِ في وصيتك:
ضيقة هي الدنيا ، ضيقة مراكبنا ، للبحر وحده سنقول : كم كنا غرباء في أعراس المدينة "

12 سبتمبر 2012

نِعمة المحبة (مختارات فكرية) - ليو تولستوي

الأديب الروسي ليو تولستوي
أيها الإخوة الأعزاء، خصوصًا أولئك الذين يناضلون في الوقت الراهن لدينا في روسيا، في سبيل نظامٍ ما للدولة لا يحتاج إليه أحد. يلزمك يا أخي الحبيب، أيًّا كنت: قيصرًا أم وزيرًا أو عاملاً أم فلاحًا، شيء واحد، وهذا الشيء هو أن تعيش برهة الحياة القصيرة، قِصرًا غير محدد، بموجب مشيئة الذي أرسلك إلى هذه الحياة.
إننا لا نعلم، وقد شعرت بهذا بصورة مبهمة دائمًا، وكلما طال عمر الإنسان صار الأمر أوضح له، أما الآن، منذ اليوم، حيث أشعر بوضوح، للمرة الأولى، بأنَّ الحلول الطبيعي للموت، الذي يشبه حلول الغد، بالنسبة للإنسان الحي ليس غير مخيفٍ فحسب بل إنَّ هذا الانتقال طبيعي وخيِّر تمامًا مثل الانتقال إلى الغد. وفي الوقت الراهن، وقد شعرت بهذا، لم أعد خائفًا، والأهم هو أنَّ من الغريب التفكير في الحياة المرعبة الحقودة التي يعيشها معظم البشر الذين ولدوا لأجل المحبة والخير.

7 سبتمبر 2012

العمى (اقتباسات من الرواية) - جوزيه ساراماغو

الروائي البرتغالي جوزيه ساراماغو

مهما تكن سلطة الشخص المسؤول وعلى  نحو لا يمكن انكاره , هشة , مقلقة , وتحتاج للمساءلة في كل لحظة فهي ضرورية جداً في ظرف كهذا ويجب ان تمارس بكل وضوح لصالح الجميع وعلى الاغلبية الاعتراف بها
--------
ان الضمير الاخلاقي الذي يهاجمه الكثير من الحمقى وينكره آخرون كثر أيضاً .. هو موجود وطالما كان موجوداً ولم يكن من اختراع فلاسفة الدهر الرابع حيث لم تكن الروح اكثر من فرضية مشوشة , فمع مرور الزمن والارتقاء الاجتماعي ايضا والتبادل الجيني انتهينا الى تلوين ضميرنا بحمرة الدم وبملوحة الدمع وكأن ذلك لم يكن كافيا فحولنا اعيننا الى مرايا داخلية والنتيجة انها غالبا تظهر من دون ان تعكس ما كنا نحاول انكاره لفظياً

31 أغسطس 2012

الأم (مقتطفات من الرواية) - مكسيم غروكي

مكسيم غوركي

"في كل بوم، في دخان زيت الضاحية العمالية ورائحته كانت صافرة المعمل تزأر وترتعش.
وكالصراصير المروعة، يخرج على عجل، ومن منازل صغيرة رمادية، رجال كئيبو الوجوه، ما يزالون هلكي العضلات، وفي الظهيرة الباردة، ينطلقون في الشوارع غير المبلطة، نحو القفص الحجري الشاهق الذي ينتظرهم بهدوء ولامبالاة، بعيونه المربعة اللزجة التي لا عداد لها ولا حصر."

"تحت أقدامهم يفرقع الوحل، وهتافات مبحوحة، هي هتافات الأصوات النعسى كانت تسعى لاستقبالهم، وسباب بذيء كان يمزق الهواء، ثم تأتي اصوات اخرى الآن، هي ضجيج الآلات الأخرس وبغام البخار."

24 أغسطس 2012

وحشة (قصيدة) - جورج تراكل

الشاعر النمساوي جورج تراكل

 1
لم يعدْ هناكَ ما ينتهكُ صمت الوحشة. عبر قمم الأشجار المظلمة الأكثرُ قدماً تمرّ السحب وينعكس ظلها في المياه الزرقاء الخضراء للبركة التي تبدو بلا قاع، سطحها لا حراك فيه كما لو كان في خشوع حزين، ليلاً ونهاراً.
وسط البركة ترتفعُ القلعة نحو الغيوم بأبراجها المدبّبة وسطوحها الخَرِبة. العشب ينتشر على جدرانها السوداء المشققة وأشعة الشمس ترتدُّ عن نوافذها المستديرة العمياء. في باحاتها المظلمة المخيفة تُحلِّق الحمامات باحثة عن مخبأ لها في شقوق الجدران.
ثمة ما يخيفُ الحمامات، فهي تحلِّق متردِّدةً وعلى عجل مروراً بالشبابيك. تحت، في الباحة يُمكن سماع خرير النافورة هادئاً ورقيقاً. من حوض النافورة البرونزي ترشف الحمامات العطشى بين حين وآخر الماء.

22 أغسطس 2012

الشارع - أوكتافيو باث (قصيدة)

الشاعر المكسيكي أوكتافيو باث
 شارع طويل وهادئ.
أمشي في الظلمة وأتعثّر وأقَع
ثم أنهض، فأدوس بأقدام عمياء
أحجاراً صمَّاءَ وأوراقاً يابسة
يدوسها أيضاً شخصٌ ما خلفي:
إذا أتمهّل، يتمهّل؛
إذا أركض، يركض. أستدير: لا أحد.