21 سبتمبر 2012

نهاية التاريخ والإنسان الأخير (مقتطفات) - فرانسيس فوكوياما

 فرانسيس فوكوياما
ان نهاية التاريخ لا تعني ان تنتهي الدورة الطبيعية من الولادة والحياة والموت وان الاحداث الهامة سيتوقف وقوعها وان الصحف التي تنشرخا ستحتجب عن الصدور .. وانما يعني هذا انه لن يكون ثمة مجال لمزيد من التقدم في مجال المبادىء والانظمة الاساسية وذك لان كافة المسائل الكبيرة حقاً ستكون قد حلت
-------------
ان ما يرضي البشر حقاً ليس الوضع المادي بقدر ما يرضيهم الاعتراف بوضعهم وكرامتهم
-------------
ان لدى الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى والاتحاد السوفيتي اشكالا مختلفة من نظم الحكم بيد ان الحكومات في كل من الانظمة الثلاثة تبسط سيطرتها ذلك ان كلا من هذه الدول يشكل مجتمعاً سياسياً يسوده اجماع طاغ بين الناس على شرعية نظامه السياسي وفي كل دولة من هذه الدول يتفق المواطنون مع قادتهم حول مفهوم الصالح العام للمجتمع وحول التقاليد والمبادىء التي هي اساس الجماعة السياسية
-------------
ان الافتقار الى الاجماع الفكري قد جعل حروب هذا القرن وثوراته يغلب عليها الطابع الايديولوجي ومن ثم جعلها اشد تطرفاً مما كان يمكن ان تكون عليه لولا هذا الافتقار الى الاجماع
-------------
حتى في عصابة من اللصوص لا بد من توافر مبدأ ما من مبادىء العدالة يسمح بتقسيم الاسلاب فيما بينهم قسمة عادلة .. وعلى ذلك فان الشرعية امرٌ ضروري حتى بالنسبة لاكثر الديكتاتوريات ظلماً ووحشية
-------------
الافتقار الى الشرعية عند الشعوب ككل لايعني ازمة في شرعية النظام ما لم تنتقل عدوى السخط وعدم الاعتراف بالشرعية اى الصفوة المرتبطة بالنظام .. خاصة الصفوة التي تحتكر ادوات القمح كالحزب الحاكم والقوات المسلحة والشرطة .. فحين نتحدث اذن عن ازمة في الشرعية داخل نظام استبدادي فإنما نعني بها ازمة في صفوف الصفوة التي يعتبر انسجامها وتضامنها شرطاً اساسياً لفعالية حكم النظام
-------------
ان شرعية الديكتاتور قد تنبثق من مصادر عدة .. كالولاء الشخصي من جانب جيش مدلل .. او ايديولوجية محكمة تبرر حقه في الحكم
-------------
ان الليبرالية السياسية هي قاعدوة قانونية تعترف بحريات وحقوق معينة للافراد غير خاضعة لسيطرة الحكومة مثل الحقوق المدنية وهي تعني تحرير شخص المواطن وممتلكاته من سيطرة الحكومة والحقوق الدينية وهي تعني السماح بحرية التعبير عن الآراء الدينية وممارسة العبادة والحقوق السياسية وهي تعني تحرير المواطن من سيطرة الحكومة في الامور التي لا يبدو بوضوح انها تؤثر في صالح المجتمع كله تأثيراً يحتم تدخل الدولة .. وتتضمن هذه الاخيرة حرية الصحافة باعتبارها حقاً اساسياً
-------------
ان الديموقراطية تعني الحق المعترف به من الجميع لكافة المواطنين في ان يكون لهم نصيب في السلطة السياسية .. اي حق كافة المواطنين في الاقتراع والمشاركة في النشاط السياسي
-------------
ان المحور الرئيسي للتاريخ هو نمو الحرية .. فليس التاريخ سلسلة عمياء من الاحداث .. وانما هو كلٌ ذو مغزى نمت فيه افكار البشرية حول طبيعة النظام السياسي والاجتماعي العادي ومضى بها الى غايتها .. وان كنا اليوم قد بلغنا مرحلة لا نستطيع معها ان نتخيل عالماً شديد الاختلاف عن عالمنا .. او طريقة ظاهرة وواضحة يصبح المستقبل بها أفضل بكثير مما نحن فيه .. فعلينا أيضاً ان نأخذ بعين الاعتبار احتمال ان يكون التاريخ قد بلغ نهايته
-------------
المتفائل الساذج يبدو احمق حين تخيب توقعاته .. اما المتشائم الذي يثبت خطؤه فيحتفظ بهالة من العمق والجدية ولذا فإنه من الاسلم انتهاج الطريق الثاني
--------------
العلم باعتباره ظاهرة اجتماعية لا يتطور لمجرد ان الناس يحدوهم حب استطلاع إزاء الكون .. وانما يتطور لان العلم يتيح لهم فرصة اشباع رغبتهم في الامن وفي تملك السلع المادية بصورة لا حدود لها
-------------
ان الاحتياجات التي تخلقها المجتمع الاستهلاكي الحديث تنشأ عن غرور الانسان
-------------
ما من دولة من دول العالم .. مهما كان نظامها السياسي .. نجحت في تحديث نفسها مع انتهاج سياسة الباب المغلق
--------------
الرغبة الناشئة عن طبيعة الانسان , الرغبة التي يتولد عنها الوعي بالذات وواقع الانسان هي في اصلها تعبير عن الرغبة في نيل الاعتراف والتقدير وما المخاطرة بالحياة التي يبزغ بها واقع الانسان الى النور الا مخاطرة من اجل اشباع تلك الرغبة وبالتالي فان اي حديث عن مصدر الوعي بالذات هو بالضرورة حديث عن معركة حياة او موت من اجل الاعتراف والتقدير
--------------
ان احساس الانسان بقيمته وهويته مرتبط ارتباطاً وثيقاً بتقيم الآخرين له
-------------
ان كثير  من أمثلة الاختيار البشري هي في حقيقتها مجرد حسابات عقلية لمصالح ذاتية لا تخدم غير اشباع رغبات او عواطف حيوانية
-------------
في طبيعة الانسان 3 اسباب رئيسية للنزاعات : أولها التنافس وثانيها فقدان الثقة وثالثها المجد .. وقد تدفع الرغبة في المجد الناس الى الغزو بسبب تفاهات ككلمة قيلت او ابتسامة او رأي مخالف .. او اية اشارة تحمل في طياتها الاحتقار اما للافراد انفسهم .. او لاولادهم و اقربائهم او لاصدقائهم او لامتهم او لاسمهم
-------------
عندما نتأمل وضع الانسان الجديد اليوم .. فيبدو لنا نوع جديد من البشر صار يطلق عليه من قبيل الاستهجان وصف البورجوازي وهو انسان محدود الافق بحيث لا يشغله غير بقائه الذاتي ورخائه المادي المباشرين ولا يعنيه المجتمع حوله الا بقدر خدمته لصالحه الشخصي
-------------
ان الاحساس بالكرامة او بقيمة الذات مرتبط باعتقاد الانسان انه كائن اخلاقي بوسعه الاختيار حقاً
-------------
ما من انسان يصبح قاضياً عادلاً لكي يفصل في قضيته هو
-------------
ان  سبب سعي الناس وراء الثراء  وتجنب الفقر لا صلة كبيرة بينه وبين الحاجات المادية .. ولكن هو لاجل رغبتهم في ان يلاحظهم الآخرون وان يحترموهم ويتعاطفوا معهم ويقروا مسلكهم وهي كل الامتيازات الناجمة عن الثراء .. انها الخيلاء لا الراحة ولا اللذة تلك التي تعنينا ...غير ان الخيلاء تقوم دائما على الاعتقاد بأننا محط الاهتمام والاحترام .. فالغني يزهو بثروته لانه يشعر انها تجلب له اهتمام العالم .. وان البشر يميلون الى مسايرته في كل عواطفه الناجمة عن مزايا وضعه .. اما الفقير فيخجل من فقره لان الفقر لا يجعله محط انظار الناس .. فان وقعت عليه انظارهم فانهم لن يتعاطفوا مع بؤسه وما يعانيه من شقاء - آدم سميث -
-------------
أعمق اشكال الحب الجنسي يتضمن شوقاً لدى العاشق الى اعتراف معشوقه بأكثر من مجرد ميزته الجسدية .. وهو شوق يرقى الى مصاف الاعتراف بالقدر والاهمية
-------------
الانسان الذي يشعر بأن قيمته تحددها امور هي اكثر من مجرد مجموعة من الرغبات تشكل كيانه المادي .. فهو وحده الذي نراه على استعداد للوقوف في وجه الدبابة او في مواجهة صف من الجنود .. وكثيراً ما نلاحظ انه لولا مثل هذه التصرفات الشجاعة الصغيرة التي أثارتها افعال ظالمة صغيرة .. لما تحققت ابداً تلك السلسلة الأكبر من الاحداث المؤدية الى تغييرات اساسية في البناءين السياسي والاقتصادي
-------------
ان وجود بعد اخلاقي للشخصية الإنسانية يقوم دائماً بمهمة تقيم الذات و تقيم الاخرين  لا يعني توافر مضمون موضوعي للأخلاق .. ذلك انه في عالم من الذوات الاخلاقية النرجسية سيظل الناس يختلفون فيما بينهم ويتناقشون ويغضب بعضهم من البعض الآخر بصدد حشد من المسائل المهمة والتافهة .. وبالثالي فإن النرجسية - حتى في ابسط صورها - هي نقطة البداية في النزاعات بين البشر
-------------
الناس جميعاً متساوون في تمتعهم بملكة واحدة معينة .. هي ملكة الاختيار الأخلاقي
-------------
لا يمكن للديموقراطية الليبرالية المستقرة ان تظهر الى حيز الوجود دون ساسة حكماء أكفاء يفهمون فن السياسة ويستطيعون تحويل الميول الكامنة لدى الشعوب الى مؤسسات سياسية صامدة
-------------
ان الحضارات ليست ظاهرة جامدة كقوانين الطبيعة .. وانما هي من خلق الانسان وتخضع لعملية دائمة من التطور ويمكن تعديلها بفضل التنمية الاقتصادية والحروب وغيرها من الصدمات القوية .. والهجرة او حتى الاختيار الواعي
-------------
ان كان بوسع المعوقين ثقافياً في مجال التنافس الاقتصادي الخروج بأيديولوجيات جديدة معادية لليبرالية .. فإن الافكار الاستبدادية قد تصدر أيضاً عن أولئك الذين أحرزا نجاحاً اقتصادياً غير عادي
-------------
ان اهم التحديات التي تواجه اليوم النزعة الليبرالية العالمية الناجمة عن الثورتين الامريكية والفرنسية ليس مصدرها العالم الشيوعي الذي وضح للأعين فشله الاقتصادي .. وانما مصدرها تلك المجتمعات في آسيا التي تجمع بين الاقتصادات الليبرالية ونوع من الاستبداد الابوي
-------------
في دول الشرق يوجد خفض صوت للسياسات الديموقراطية بالمنعى الغربي المألوف للكلمة وبعبارة اخرى .. فان الديموقراطية الغربية مبنية على اساس تنافس آراء شخصية مختلفة حول الحق والباطل .. والتي تعبر عنها صفحات المقالات الافتتاحية في الصحف .. ثم الانتخابات على مختلف المستويات .. وحيث تتعاقب الاحزاب السياسية الممثلة للمصالح او وجهات النظر الشخصية المختلفة في تولي ادارة شؤون الدولة .. وينظر الى هذا التنافس باعتباره شرطا طبيعيا ولازما للأداء العادي للديموقراطية .. اما في الشرق فان المجتمع ككل يميل الى اعتبار نفسه جماعة واحدة كبيرة لها مصدر واحد مستقل للسلطة .. وتاكيد اهمية الانسجام في الجماعة يميل الى ابعاد المواجهة الصريحة الى هامش السياسة .. وليس ثمة تعاقب للاحزاب السياسية في السلطة على اساس صدام وجهات نظرها حول مسائل معينة
-------------
انه من اكثر الشكاوي من طابع الحياة الامريكية المعاصرة شيوعاً هي بالضبط الشكوى من افتقارها الى روح الجماعة ويبدأ انهيار الحياة الجماعية في الولايات المتحدة بالعائلة التي يعرف الامريكيون جيداً كيف انقسمت على نفسها وتفتت على مدى الجيلين الماضيين
-------------
اننا نشهد في العالم المعاصر ظاهرة مزدوجة غريبة .. تتمثل في انتصار الدولة العامة والمتجانسة مع استمرار اختلاف الشعوب ..فمن ناحية نلمس ازديادا في تجانس البشرية الناجم عن الاقتصاديات الحديثة والتكنولوجيا وانتشار فكرة الاعتراف العقلاني باعتبارها الاساس الوحيد المشروع للحكم في مختلف انحاء العالم .. غير اننا نلمس من ناحية اخرى مقاومة في كل مكان لهذا التجانس وميلا الى تاكيد الهويات الثقافية مما يعزز في النهاية الحواجز القائمة بين الشعوب
-------------
من الواجب اختيار الاصدقاء والاعداء بصفة اساسية على ضوء مدى قوتهم .. لا على ضوء الايديولوجيا او طابع النظام الداخلي
-------------
على الساسة وهم يقيمون الاخطار الخارجية ان يدرسوا بعناية اكبر القدرات العسكرية لا النوايا
---------------
ان الامبريالية هي نوع من عودة ظهور صفات الاسلاف و من مخلفات مرحلة سابقة من التطور الاجتماعي للبشر .. وهي عنصر ناجم عن الاحوال المعيشية .. لا في الحاضر ولكن في الماضي .. او  على حد تعبير التفسير الاقتصادي للتاريخ .. ناتج عن علاقات الانتاج التي كانت سائدة في الماضي لا الحاضر
----------------
بوسع الجماعات القومية ان تحتفظ بلغاتها المستقلة وباحساسها بهويتها .. غير ان التعبير عن  تلك الهوية ينبغي ان يكون بصفة اساسية في ميدان الثقافة لا السياسة
---------------
لقد اسفرت محاولتنا لبناء تاريخ عالمي عن مسارين تاريخيين متوازيين .. الاول : تحكمه العلوم الطبيعية الحديثة ومنطق الرغبة .. والثاني يحكمه الصراع من اجل الاعتراف .. وقد كانت نهايتا المسارين واحدة لحسن الحظ .. الا وهي الديموقراطية الليبرالية
----------------
ان مشكلة المجتمع الليبرالي لا تكمن في افتقار الاعتراف الى العمومية بصورة كاملة .. انما تكمن في هدف الاعتراف المتكافىء نفسه .. وهذا الاخير يمثل اشكالية .. حيث ان البشر هم بطبيعتهم غير متساوين .. ومعاملة البشر على انهم متساوون لا تؤكد انسانيتهم بل تنفيها !
----------------
ان عدم المساواة الاجتماعية صنفان .. عدم المساواة الناجم عن التقاليد الانسانية .. وعدم المساواة الناجم عن الطبيعة او الضرورة الطبيعية
----------------
ان الانسان يكافح من اجل نيل الاعتراف الى جانب اشباع رغباته
----------------
ان الرضا الذي يشعر المرء به ازاء التقدير يتوقف بدرجة كبيرة على نوعية الشخص المُقدر له
----------------
ان هناك الكثيرين في المجتمعات الديموقراطية الحديثة - خاصة بين الشباب - غير قانعين بمجرد الرضا باتساع صدورهم .. ويودون لو انهم عاشوا في اطار معين .. فهم يريدون انتقاء عقيدة والتزاما بقيم اعمق من مجرد الليبرالية ذاتها كتلك القيم التي توفرها الديانات التقليدية
----------------
ان تنوع الخيارات نفسه امرٌ محير .. واولئك الذين يختارون انتهاج طريق او آخر انما ينتهجونه وهم يعلمون حق العلم انه ثمة سبلاً اخرى لا تحصى لم يقع اختيارهم عليها
-------------------
ان الحضارة التي ليس بها فرد يريد نيل الاعتراف بتفوقه على الآخرين .. والتي لا تؤكد بطريقة او بأخرى صحة مثل هذه الرغبة وفضلها .. لن يكون بها غير القليل من الفنون والىداب والموسيقى والحياة الفكرية .. ولن يكون بها سوى القدر الضئيل من الدينامية الاقتصادية
-------------------
مع استحالة حدوث الحروب .. ومع انتشار الرخاء المادي الذي يزيل ضرورة الصراع الاقتصادي .. يشرع الافراد في البحث عن اشكال اخرى من النشاطات الخالية من المضمون التي يمكن ان تجلب الاعتراف بالتفوق
------------------
ان حياة الروابط الاجتماعية الخاصة توفر اشباعا مباشرا اكبر بكثير مما توفره مجرد المواطنة في ديموقراطية حديثة كبيرة .. فاعتراف الدولة هو بالضرورة امر اعتباري .. في حين نجد في حياة الجماعة نوعاً اكثر فردية من الاعتراف من قبل اناس يشاركون الفرد في ميوله .. بل وكثيراً ما يشاركونه ايضاً في قيمه ودينه وعنصره وما شابه ذلك .. والاعتراف بالفرد داخل الجماعة لا يقوم فحسب على اساس من فرديته العامة .. وانما يقوم ايضاً على مجموعة ضخمة من الصفات المعينة التي تشكل في مجموعها كيانه
------------------
تميل المجتمعات التي يشترك افرادها في مفاهيم الخير والشر الى ان تكون اكثر تماسكاً من المجتمعات الليبرالية التي تقوم على اساس المصالح الشخصية المشتركة دون غيرها
----------------
ان العقد الاجتماعي بين الافراد ذوي المصالح الشخصية العقلانية ليس كافياُ بحد ذاته .. وانما يتطلب ايماناً اضافياً بالثواب والعقاب الإلهيين
-----------------
ان المبادىء الليبرالية كان لها في المدى الطويل تأثير هدام على القيم السابقة على الليبرالية .. وهي قيم لازمة لحماية قوة المجتمعات .. وبالتالي كان تأثيرها ضاراً بقدرة المجتمع الليبرالي على الحفاظ على ذاته
-----------------
ان المسار التاريخي يقوم على دعامتين هما الرغبة المتعقلة والاعتراف العقلاني
------------------
ان الفكر الحديث وصل الى طريق مسدود واضحى عاجزاً عن الاتفاق على حقيقة ما يشكل الانسان وكرامته المميزة وهو عاجز بالتالي عن تعريف حقوق الانسان
------------------
ان الاعتراف العقلاني لا يقدر على حماية نفسه بنفسه .. وانما عليه ان يعتمد على اشكال قديمة وغير شائعة من الاعتراف حتى يؤدي وظيفته اداء سليماً
------------------
الديموقراطية المستقرة تتطلب ثقافة ديموقراطية تكون غير عقلانية احيانا .. وتتطلب مجتمعا مدنيا تلقائيا يبزغ من التقاليد السابقة على الليبرالية
-----------------
تعتبر اخلاقيات العمل خير ما يضمن الرخاء الراسمالي
------------------
انه ما من نظام اقتصادي اجتماعي بامكانه ارضاء كل الناس في كل الامصار .. بما في ذلك الديموقراطية الليبرالية .. ولا يتصل هذا بقصور في الثورة الديموقراطية بمعنى ان ثمار الحرية والمساواة لا يستمتع بها الجميع .. وانما ينبع السخط تحديداً داخل ذات الاقطار التي انتصرت فيها الديموقراطية انتصاراً كاملاً .. فهو سخط على الحرية والمساواة .. ولذا فان اولئك الذين سيستمر سخطهم سيظلون دائما قادرين على ان يبدأوا التاريخ من جديد

من كتاب نهاية التاريخ والإنسان الأخير- 1989م - فرانسيس فوكوياما
يوشيهيرو فرانسيس فوكوياما كاتب و  الجنسية من أصول ولد في مدينة شيكاغو عام 1952 م. يعد من أهم مفكري المحافظين الجدد. من كتبه كتاب (نهاية التاريخ والإنسان الأخير) و(الانهيار أو التصدع العظيم) .  يعتبر الرجل من أحد الأميركيين المعاصرين، فضلا عن كونه أستاذا للاقتصاد السياسي الدولي ومديرا لبرنامج التنمية الدولية بجامعة جونز هوبكنز. تخرج فوكوياما من قسم الدراسات الكلاسيكية في جامعة كورنيل، حيث درس السياسية على يد ألن بلووم Allen Bloom، بينما حصل على الدكتوراه من جامعة هارفارد حيث تخصص في العلوم السياسية. عمل بوظائف عديدة أكسبته الكثير من الخبرة والثقافة، فقد عمل مستشارا في وزارة الخارجية الأمريكية كما عمل بالتدريس الجامعي.

نهاية التاريخ والإنسان الأخير (مقتطفات من الكتاب) - فرانسيس فوكوياما