‏إظهار الرسائل ذات التسميات أدونيس. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات أدونيس. إظهار كافة الرسائل

3 ديسمبر 2020

أوّل الجسد آخر البحر(قصيدة) - أدونيس



- 1 
خَرَجَ الوردُ منْ حوضِه
لملاقاتها،
كانتِ الشمسُ عُريانةً
في الخريفِ، سِوَى خَيْطِ غيمٍ على خَصْرِها.
هكذا يُولَدُ الحبُّ
في القريةِ التي جئتُ مِنْها.

- 2 -
نهضتُ أسْألُ عَنْكِ الفجْرَ: هَلْ نَهضَتْ؟
رأيتُ وجهَكِ حولَ البيتِ مرتَسِماً
في كلِّ غصْنٍ. رميْتُ الفجرَ عن كَتِفي:
جاءَتْ
أمِ الحلمُ أغواني؟ سألتُ ندىً
على الغصونِ، سألتُ الشمسَ هَلْ قَرأَتْ
خُطاكِ؟ أينَ لمسْتِ البابَ؟
كيفَ مَشى
الى جوارِكِ ورْدُ البيتِ والشجرُ؟
أكادُ أشطرُ أيّامي وأنْشَطِرُ:
دَمي هناكَ وجسمي هَا هُنا - ورقٌ
يجرُّهُ في هَشيمِ العالَمِ الشَّررُ.

18 يناير 2013

الزنزانة، رقم...(خواطر وشذرات) - أدونيس



ـ 1 ـ
في الدستور المصري الجديد قضايا كثيرة (امتيازات الجيش والسلطة، الشريعة - فهماً وتفسيراً) تثير خلافاتٍ كثيرة، وتستدعي مناقشاتٍ متنوّعة، لا أحبّ أن أدخل فيها، الآن. لكن هناك ما ينبغي رفضه مباشرةً، ودون أيّ نقاش، لأنّه ضدّ الحياة والإنسان، عدا أنّه يعود بمصر إلى عالم القرون الوسطى، وهو ما يتعلّق بحريّات الفرد وحقوقه، وبخاصّة المرأة.
لم يولد بعد الإنسانُ، الفُرْدُ، المستقلّ، الحرّ في نظر واضعي الدستور. الموجود الوحيد هو الجماعة - السَّلَف، من جهة، وهو من جهة ثانية النصّ الدينيّ، لكن كما تفهمه الجماعةُ، اتِّباعاً.
مصر، من جديد، في زنزانة القرون الوسطى: اجتماعيّاً وسياسيّاً وثقافيّاً.
كارثيٌّ أن تنضمّ مصر إلى المسيرة السياسيّة التركيّة، كما يخطّط هؤلاء. فتركيّا الآن «تجاهد» لكي تتخلّى عن كونها وطناً تعدّديّاً، وتتقلّص في «مذهبيّةٍ واحديّةٍ»، وفي عِرقيّةٍ قوميّةٍ واحديّة. وهي لذلك «تجاهد» للقضاء على أهمّ إنجازٍ ثقافيّ - اجتماعيّ في تاريخها كلّه: العلمنة التي حقّقها كمال أتاتورك، وأتاحت لها أن تكون جزءاً من «حداثة» العالم.
إنّهم يديرون وجهَ مصر إلى الوراء، فيما تتّجه إلى الأمام وجوه البلدان في العالم كلّه.
ـ 2 ـ
قد تكون كلمة «نعم» في بعض اللحظات أكثر الكلمات قبحاً في اللغة.

21 يوليو 2012

يخيطون شفاههم بخيوط غزلتها أيديهم (قصيدة) - أدونيس

أدونيس
I
تنبؤات من جهة الواقع
للسكان في الضفة اليمنى من نهر هذا العالم حقوقٌ على الجميع أن يدافعوا عنها. في ضفته اليسرى لا حقوق للسكان، وعلى الجميع أن يرضوا بذلك. أحيانًا يكون العكس هو الصحيح.
سياسة يقودها شرطيٌّ كونيٌّ، باسم السلام والحرية وحقوق الإنسان.
عبثٌ ساحرٌ يحوِّل العالم إلى فضاء ليس فيه غير أنابيب تنفث دخان الحروب.
عبثٌ يفرض على الناس أن يخيطوا شفاههم بخيوط صنعتها أيديهم.

6 ديسمبر 2010

كونشيرتو القدس | ادونيس (قصيدة النثر العربية)

1.
وتر
في زاويةٍ،
في أقصى أحشائي،
غزالةٌ تبكي.
لهذا، كثيراً، رجوتُ الملحَ أن ينتقدَ الخبز. غير أنه لم يستجبْ.
وسمعت من يسألني، خِفيةً:
لماذا يتأخر الموت، عندنا،
ويظلّ تقدّم الحياة موتاً آخر؟
وكيف يُسْجنُ رأسٌ في قَبْوِ كلماتٍ
ابتكرَها هو نفسه؟
وما تلك الكلمات التي تحمل أفكاراً
تُفرغُ الرأسَ من الفِكر؟
*
إنها بومةُ السُّؤال
+تظلُّ جاثمةً بين شفتيّ!
*
أعرفُ اسمكَ، أيّها العَصْرُ، أيّها الشيخُ - الطِّفل الراكض في شوارع القدس. أُمِرْتُ أن أقدّمَ لك عصيرَ اليورانيوم. وسوف أقول للقمر أن يوقّع على
دفتركَ، وللشمس أن تؤرّخ لهذا التوقيع.
وانظرْ: ها هي جدرانٌ تريقُ حليبَ أحزانها
على الأرضِ، فَرحاً بكَ.
وتعرف أنتَ، أيّها الطفلُ - الشيخ، أيها العصر،
أنّ النَّمل أكثر علوّاً من الكواكب:
قدر النّملَ أن يتحدّث مع سليمان،
ولم تقدر الكواكب.
ربما، لهذا يتنبّأُ النمل:
الأحزمة، الأقنعة، الخنادق، الجَرّافات،
القنابل، الصواريخ، الحقائب، الدواليب، الأدمغة الإلكترونية:
تلك هيَ الأيامُ المقبلة.
ربما لهذا،
تتحوّل السماء الى ثُقْبٍ سرّيّ في سَقْف التاريخ.
2.
أَهْلاً بامرئ القيس!

يوميّات (قصيدة) - أدونيس


هل الشّمس في حاجةٍ الى النّهار؟ ليست كذلك في حاجةٍ إلينا. مع ذلك، يؤرّقني هذا السّؤال: كيف ستكون "شمسنا"
في هذه السنة الجديدة؟ وكيف سنمضيها، نحن الفقراءَ
الى النّور؟
***
من أين تجيء تلك القوة في "استبقاء" واقعٍ لميعد من الممكن الدفاع عنه، ولا احتماله؟
إضافة الى أنّ قول الحقيقة فيه ليس إلاّ نوعاً
من الانتحار.
***