-1-
كان في نابولي يكتبُ رسائلَ للوطن
ويقراُ ، بين رسالةٍ وأخرى ، فقرات عن الجلال
وكان فيزوفيوسُ قد أنّ شهراً بطولِـه
كان ممتعاً أن يجلس المرء هناك
ووميضُ البروقِ العكيكُ يشلحُ ، إذْ يخفقُ ظِلالاً في زوايا القدح
واستطاع أن يصفَ هولَ الصوتِ لأن الصوتَ كان عتيقاً
حاولَ أن يستعيدَ اللعبارات : الألمُ المسموع في الظهيرة
الألمُ المعذِّبُ ذاته ، الألمُ الذي يقتل الألمَ على شفا الألم
ارتعش البركانُ في أثير آخر ، كما يرتعشُ الجسمُ عند انتهاء الحياة
كان وقتُ الغداء قد اقترب
الألمُ شيءٌ بشريّ
كان في المقهى الرائقِ الجوِّ وورود
وضّح كتابهُ حقيقةَ الكارثه
لولانا نحنُ ، لأفنى فيزوفيوسُ بنار حاميةٍ أقاصيَ الارض وما عرفَ ألماً
"بغضِّ النظر عن الديوك التي توقظنا بصياحها لنموت "
هذا جانب من الجلال نَنفرُ منه
ومع هذا ، لولانا نحن ، لما شعر الماضي بجملته بشيء عندما حاقه الدمار
-2-
في بلد ينمو السِنطُ فيه ، استلقى على شرفته ليلاً
صارت الأغاريدُ غامضةً جداًّ ، بعيدةً جداًّ ، أشبهَ شيءٍ بنبراتِ الرقادِ المضطرب
أشبهَ شيءٍبالمقاطعِ التي ستصوغ ذاتها ، فيما بعدُ ، وتحملُ انباءَ يأسه
وتعبّرُ عمّا لم تحققهُ تماماً التأمّلاتُ قطّ
طلعَ القمرُ كأنّه قد تملّص من تأملاته ، تجنّبَ عقلَه
كان جزءاً من تفوُّقٍ أبداً فوقه
كان القمرُ بمعزل على الدوام عنه ، عُزلة الليل عنه
مسّه الظلُّ
أو بدا فحسبُ أنه مسّه وهو يتفوّهُ بشبه مزنيّةٍ وجدَها في الفضاء :
إنّه الألمُ الذي لايعبأ بالسماء
على الرغمِ من صفرة السنط
الذي مايزالُ في الليل النّدي
إنهُ لا يعتبرُ هذه الحريـّة
هذا التفوّق
وفي هلوَسِته لا يرى قطُّ أن مايرفضُه يخلّصهُ في النهاية
الأرض والبحر، الحيوانات والأسماك والطيور، السماء وأجرامها، الغابات والجبال والأنهار. هذه كلّها ليست مواضيع قليلة الشأن... ولكن الناس يتوقعون من الشاعر أن يكشف أكثر جمالاً ووقاراً مما هو مقرون دائماً بالأشياء الحقيقية الصمّاء... إنّهم ينتظرون منه أن يكشف الطريق بين الواقع وبين النفس. الرجال والنساء مدركون للجمال خير إدراك...إدراكاً ربّما لا يقلّ عن إدراكه هو له.
ماذا سأفعل
من دون هذا العالم الذى بلا وجه،
غافل غير مبال
حيث ثمة نهايات ولكن ثمة برهة حيث كل برهة
تـُراق في الفراغ في جهالة أن تكون
بلا هذه الموجة حيث نهاية المطاف