18 سبتمبر 2010

حكاية أغصان الشتاء والعظام القديمة (8 قصائد) وليام كارلوس وليامز

William Carlos Williams  وليام كارلوس وليامز

قصيدة الصفصافة

إنها صفصافة حين ينقضي الصيف،
صفصافة على ضفة النهر
لم تسقط أي من أوراقها ولا حدث
حين عضتها الشمس
أن صارت برتقالية أو قرمزية.
الأوراق تتشبت وتصبح أكثر شحوباً،
تتأرجح وتصبح أكثر شحوباً
فوق مياه النهر الدوارة
كما لو كانت تكره أن تنفصل،
كم هي باردة، وكم هي ثملة
من دوران الريح والنهر –
ناسية الشتاء،
هي آخر ما ينفصل ويسقط
في الماء وعلى الأرض.

يوم الخميس – ويليام كارولوس ويليامز

كان لي حلمي – كالآخرين –
ولم يفضِ إلى شيء، وهكذا
أبقى الآن بلا مبالاة
بقدمين مغروستين على الارض
وأنظر إلى السماء –
متحسساً ملابسي التي ارتديها،
وزنَ جسمي في حذائي،
أطراف قبعتي، الهواء الذي يمر دخولاً وخروجاً
في أنفي – وأقرر أن أتوقف تماماً عن الحلم.

بين الجدران – ويليام كارولوس ويليامز

الأجنحة الخلفية
من
المستشفى حيث
لا شيء
ينمو ترقد
جمرات
تلمع فيها
قطع
محطمة من زجاجة
خضراء 

دمار تامّ – ويليام كارولوس ويليامز

كان يوماً جليدياً.
دفنا القطة،
ثم أخذنا صندوقها
واشعلنا النار فيه
في الفناء الخلفي.
تلك البراغيث التي نجت
من الارض والنار
ماتت من البرد. 

يوم الانتخابات – ويليام كارولوس ويليامز

شمس دافئة، هواء ساكن
يجلس رجل عجوز
في مدخل
منزل محطم –
ألواح للنوافذ
جص يتساقط
من بين الحجارة
ويربِّت على رأس
كلب مرقط 

ربة البيت الشابة – ويليام كارولوس ويليامز


في الساعة العاشرة صباحاً ربة المنزل الشابة
تروح وتجيء برداء خفيف وراء
الجدران الخشبية لبيت زوجها.
أمُرُّ وحيداً بسيارتي.
ثم مرة أخرى تأتي إلى الرصيف
لتنادي بائع الجليد، وبائع الأسماك، وتقف
خجولة، بدون مشَدّ، تلملم
أطراف شعرها الشاردة، وأشَبِّهها
بورقة شجر ساقطة.
عجلات سيارتي التي لا ضجيج لها
تندفع مصحوبةً بصوت فرقعة فوق
الأوراق الجافة وأنا انحني وأمر مبتسماً. 


ربيع – ويليام كارولوس ويليامز

يا شعري الرمادي!
أنت أبيض حقاً مثل أزهار الدراق.
القصيدة العاشرة: تنهدات الريح
بعض أوراق الشجر تظل عالقة إلى وقت متأخر، وبعضها تتساقط
قبل موجة الصقيع الأولى – هذا ما تقوله
حكاية أغصان الشتاء والعظام القديمة.

*ولد وليام كارلوس وليامز في روثرفورد بولاية نيوجيرزي في الولايات المتحدة، عام 1883.  بدأ كتابة الشعر عندما كان طالبا في المرحلة الثانوية. وقد قرر أن يصبح كاتباً وطبيباُ في نفس الوقت. درس الطب في جامعة ولاية بنسلفانيا. وهناك التقى بعزرا باوند.  وأصبحا صديقين. وقد كان لباوند تأثير كبير على كتابة ويليامز. بعد حصوله على شهادة الطب، عاد ويليامز الى روثرفورد، حيث افتتح عيادته الخاصة وظل يمارس مهنته الطبية فيها طوال حياته.
بدأ ويليامز ينشر أعماله في المجلات الصغيرة. وقد برز كشاعر وروائي وكاتب مقالات وكاتب ومسرحي. سار في البداية على خطا باوند حيث أصبح واحداً من كبار شعراء الحركة التصويرية. لكنه مع مرور الوقت بدأ يختلف مع القيم التي انطوت عليها أعمال باوند وإليوت. حيث شعر أنهما قد بالغا في الإلتصاق بالثقافة والتقاليد الأوروبية.
استمر وليامز في تجربة أساليب جديدة في التفعيلات والسطور الشعرية، حيث كان يسعى إلى ابتكار طابع شعري أمريكي فريد يركز في موضوعاته على مجريات الحياة اليومية لعامة الناس.  بدأ تأثيره كشاعر إبّان العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي، ولكن بصورة بطيئة. وقد عزا ذلك إلى ما حظيت به قصيدة اليوت "اليباب" من شهرة واسعة في تلك الحقبة. بيد أن أعماله حظيت باهتمام متزايد في الخمسينيات والستينيات، حيث أن عدداً من الشعراء الشباب، أعجبوا بشعره لما تميزت به لغته من بساطة، وكذلك لاستعداده لتعليم الآخرين.
صدر له العديد من المجموعات الشعرية منذ عام 1913 وحتى عام 1970. بدأت صحة وليامز في التدهور بعد اصابته بأزمة قلبية في عام 1948 تلتها سلسلة من السكتات الدماغية، لكنه استمر يكتب حتى وفاته في ولاية نيوجيرسي في عام 1963.
الترجمة والهوامش :  نزار سرطاوي (خاص المسيرة الالكتروني)

حكاية أغصان الشتاء والعظام القديمة (8 قصائد) وليام كارلوس وليامز