8 يونيو 2010

اليَدان المَضْمُومَتان | فيليب سوبو


في السّماءِ تدخِّنُ سفنٌ كبيره
و على الأرضِ هُنا رجلٌ يدبِّجُ ذا المساءَ
في قربْ شمعهْ
بالواترمان قلمه الحبريِّ
بالطُّيور الغبر يَفكُرْ
فهي في أجوائها رقصٌ بطيءْ
إنهُ يَفْكُرُ بالبلدانِ هاتيكَ القصيّة
 مثْلما نَفْكُرُ في كلبٍ ينامْ .
هوَ يدْري أنَّ أشياءً أُلوفاً غُفلةً لا اسم لها
في الأرضِ أوْ في السماوات
منها تطيرُ السفائنُ الكبيرةُ
تطلبُ الأشجارُ صمتاً و مطر
و هُنا رجلٌ يخطُّ سطورهُ في قربِ شمعة
بجوارِ كلبٍ نائمٍ
وهوَ يفُكّرُ بالإله
أيضاً هنا هذي الفراشات التي ينشرها الفردوسُ للدِّعاية
مسكنُ الملائكُ المُنمّقة
أصحابُ العكاكيز الأنيقة
و العرباتِ الكبرياتِ الناعماتِ المرناتِ الصامتات
الملائكُ أصدقاءُ
نطلبُ النُّصح إليهم في اختيار ربطة العنقِ
فيجيبونَ بحزنٍ
إنتق تلكَ التي لونها من لونِ عينيكَ
تضمحلُّ الملائكةُ في لهب الشموع
لا يبقى غيرُ الشجرِ
و الحيواناتِ التي نُغفِلُها طبعاً
وتختبئْ
إنّها تدري بأنَّ الصمت أمرٌ لا زمٌ
في هذهِ الساعةِ من ليلٍ جريءْ
في هذهِ السّاعةِ حيثُ تنزلُ الصَّلواتُ
و الأَغاني خفراتْ
على سلالمِ قطنٍ
إنّها السّاعة حيثُ نلمحُ أيضاً عيونْ
لا تريدُ الانطفاءْ
جامدةً كالسارافيمْ
أعيروني أجنحتكُم يا ملائكةَ باريسْ
أعيرونيْ أناملكمْ
أعيروني أياديكمْ
أعليَّ أنْ أرقدَ أيضاً ذا الرُّقاد الطويلْ
و يكونَ أثقلُ من خطيئةِ رأسي
أعليّ أن أقضي و لا أُطلقُ صرخة
في الصمتِ في الصمتِ الذي يطلبه الشجرْ
في قربِ شمعهْ
في قربِ كلبٍ نائمٍ

ترجمة روّاد طربية - المسار - 1994م