19 يونيو 2010

الأم | هوغو كلاوس


لم أعد، لم أعد إلا في التراب. 
حين تصرخين وينكمش جلدك، 
تشتعل عظامي. 
(أمي، سجينة جلدها، 
تتبدل على إيقاع السنوات. 
عينها الخفيفة، كي تهرب من قسوة 
السنين، تتفرس بي 
وتسميني ابنها الفرح. 
لم تكن سرير حجر ولا حمى حيوانية 
مفاصلها قطط صغيرة، 
لكن جلدي يبقى خلاصا لها، 
ثابتة هي الجداجد في صوتي. 
تزوغ مني، تقول على مهل 
وهي تغسل قدمي والدي، وتسكت 
مثل امرأة من دون فم). 
حين يصرخ جلدك، تشتعل عظامي. 
تضعينني، ولن أمسك بهذه الصورة يوما، 
كنت الضيف المنتظر لكن القاتل. 
رجلا الآن، وأصبح غريبك. 
ترينني آتي نحوك، تفكرين: «إنه 
الصيف، يوقظ لحمي، أبقي الكلاب 
التي تسكنني يقظة». 
وبينما تموتين كل يوم، لكن من دوني، 
لا اعود، لا أعود سوى تراب. 
في داخلي تنطفئ حياتك وهي تنقلب،لا تعودين 
نحوي أبدا، ومنك لا أشفى مطلقا.
****
ترجمة/ اسكندر حبش
الشاعر البلجيكي هوغو كلاوس، الذي يكتب باللغة الفلامندية، أحد كبار الشعر البلجيك والأوروبيين في العصر الحديث، وقد طرح اسمه لمرات عديدة على قائمة المرشحين لجائزة نوبل للآداب.