26 يونيو 2010

أمر إلى جيش الفن | فلاديمير ماياكوفسكي

يثرثِرُ فصيلُ العجائز
ويعاودُ اللغوَ ذاتَه مرَّةً إثرَ مرَّة
أيها الرفاق: إلى المتاريس
متاريسِ القلوب
الشيوعيُّ الحقيقيُّ هوَ ذاكَ الذي
يحرقُ جسورَ العودة
المستقبليونَ يتقدمونَ ما فيه الكفاية
وعمّا قريبٍ يقفزون
قليلٌ أن تُبنى القطاراتُ
وما إنْ تدرْ حتى يولونَ الأدبار
إذا لم تملأ الأغنيةُ محطةَ القطار
فلأيِ شيءٍ إذنْ تيارُ الطاقة
احشدوا الأصواتَ صوتاً إثرَ صوت
وإلى الأمام مغنينَ ومصفِرين
ما زالَ لدينا أحرفٌ جميلة
إر ..
شا ..
شا ..( 1)
قليلٌ علينا أن نبنيَ ، اثنين .. اثنين
وأن ننتفشَ زهواً بأشرطةِ السراويل
كلُّ نوابِ المجالسِ لا يزحزحونَ هذا الجيش
ما لم يعزفِ الموسيقيونَ النشيد
فانقلوا البيانو إلى الشارع
واقذفوا الطبلَ مِنَ النافذة
المهمُّ أنْ يهدرَ رعدٌ وقصف
حتى لو مزقتُمُ الطبلَ وهشمتمُ البيانو
وماهذا – تجهَدونَ في المصانع
حتى تُلطخُ سحناتُكم بالسُخام
وترمشُ أجفانُكم ناظرينَ بعيونٍ بومية
إلى بذخِ الآخرين
إنها حقائقُ بخسةٌ بما فيه الكفاية
امسحْ عن قلبِكَ كلَّ قديم
فما الشوارعُ إلا ريشاتنا
والساحاتُ لوحاتنا
لم تُمَجَّدُ الثورةُ بكتابٍ من الزمن
ذي الألفيْ صفحة
إلى الشوارعِ أيُّها المستقبليونَ
والطبالونَ والشعراء
يجانس ماياكوفسكي بين إيقاع الحرف شا ونهاية مصفرين الحال من فعل صفَّرَ وهي أيضا شا باللغة الروسية) ( سفيشا)  

********

ترجمة :د. أيمن أبو الشعر

Vladimir Vladimirovich Mayakovsky (Влади́мир Влади́мирович Маяко́вский) (July 19 [O.S. July 7] 1893 – April 14, 1930)
فلاديمير ماياكوفسكي شاعر روسي من اصل كازاكي (تتري) ولد في 19 تموز 1893 في بغداتي بجورجيا، ويعد من الأسماء الفاصلة بين قرنين، واسماً مؤثراً في النزاع بين الفن العجوز والحديث. شاعر، كاتب درامي، ممثل، مفكر، رسام كاريكاتور وكاتب سيناريو، يتحدر ماياكوفسكي من عائلة متواضعة، أبوه من العرق التتري، أما امه فاوكرانية، أتقن اللغتين الجورجية (بحكم الدراسة) والروسية الأصلية (لغة العائلة) بعيد وفاة أبيه عام 1906 انتقل مع امه واختيه الاثنتين إلى العاصمة موسكو، وفصل من الدراسة عام 1908 لأن امه لم تستطع تحمل نفقات علمه.بعد فشله في الحياة العاطفية، و"خيانة الثورة" بنظره لتطلعاته وتضحياته، وبعد النقد اللاذع الذي واجهه في الصحافة الأدبية، أقدم فلاديمير ماياكوفسكي على الانتحار في14 نيسان 1930 عن عمر 37 عاماً، برصاصة في الصدغ. تاركاً ورقة كتب عليها (إلى الجميع ها انذا اموت الآن، لا تتهموا احداً، ولا تثرثروا، فالميت يكره الثرثرة) خاص المسيرة الالكتروني