22 أغسطس 2012

الزحام - شارل بودلير (قصيدة)

 شارل بودلير / Charles Baudelaire
لم يتيسَّر لكل إنسان أن يستحم في حشد من الناس: إن التمتع بالزحام فنٌّ؛ ولا يستطيع القيام بعربدة حيوية، على نفقة الجنس البشري، سوى هذا الذي نفخت جنّية فيه، وهو في مهده، طعمَ التنكّر والقناع، كراهية البيت وحب السفر.
حَشدٌ، وَحْدةٌ: مفردتان متعادلتان وقابلتان للتحوّل بالنسبة إلى الشعراء النشطين والغزيرين. هذا الذي لا يعرف كيف يجعل وَحْدته مكتظة، لا يعرف أيضاً أن يكون وحيداً وسط زحامٍ منهمكٍ في أشغاله.

18 أغسطس 2012

صورٌ ثلاث (القصة القصيرة) - فرجينيا وولف

فيرجينيا وولف
الصورةُ الأولى
من المستحيل على المرءِ أن يتجنّبَ رؤية الصور؛ فلو كان أبي حدّادًا، وأبوك كان أحد النبلاء في المملكة، فسنحتاجُ حتمًا إلى أن نكون صورًا لبعضنا البعض. لن يكون بوسعنا أن نهربَ جماعيًّا من إطار الصورة عن طريق قول كلماتٍ مألوفة. أنت تراني منحنيًا أمام باب دكان الحدادة ممسكًا في يدي بحدوة حِصان فتفكرُ وأنت تمرُّ جواري: "يا له من مشهدٍ رائع يستحق التصوير!"،

9 أغسطس 2012

مرثية امرأة لا قيمة لها (قصيدة) - نازك الملائكة

نازك الملائكه
ذهبتْ ولم يَشحَبْ لها خدٌّ ولم ترتجفْ شفاهُ
لم تسْمع الأبوابُ قصةَ موتها تُروَى وتُروَى
لم ترتفعْ أستار نافذةٍ تسيلُ أسىً وشجوا
لتتابعَ التابوت بالتحديقِ حتى لا تراهُ
إلا بقيّةَ هيكلٍ في الدربِ تُرعِشُه الذِّكَرْ
نبأ تعثّر في الدروب فلم يجدْ مأوىً صداهُ
فأوى إلى النسيان في بعضِ الحُفَرْ
يرثي كآبتَه القمرْ.

8 أغسطس 2012

ملحمة بوسطن 1854 (قصيدة) - والت ويتمان

الشاعر الأمريكي والت ويتمان
لأصِلَ مدينةَ بوسطن في الوقت تماماً ،
نهضتُ مبكِّـراً هذا الصّباحَ ،
هنـا مكان جيّد في هذا الرّكْنِ . يجب أن أقفَ وأرى العرضَ المسرحيَّ .

أخْـلِ الطّـريقَ هنـاكَ يا جوناثـان !
طريقاً لمُرافِـق الرئيس - طريقاً لمِدفع الحكومة !
طريقاً لمُلازم الفيدرالية والجّـنود ، ( والأشباح التي تتدفّـق بهلوانيّةً.)

أحبّ ُ أن أنظرَ إلى النّجوم والشّرائط، آمَـلُ أنْ ستعزفُ النّـاياتُ
عـبثَ اليانـكي .
كمْ تشُعّ لمّـاعةً سيوفُ طليعة الجّـنود القصيرةُ المُحـدَّبـةُ !
كلّ ُ رجل ٍيحملُ مسدّسَه سائراً مُتَـخشِّـباً خلال مدينة بوسطن .

4 أغسطس 2012

طوق الحمامة (مقتطفات من الرواية) - رجاء عالم

الروائية السعودية رجاء عالم

"الكون يعجّ بالرسائل المتبادلة ، في العالم الضوئي تكسّرت الحدود ، لأناس من أرجاء الأرض في بحثٍ مُضنٍ عن الحب، لتبادل ضحكة أو رفقة خفيفة ... "

"كلماتي ضمن أسراب تلك الأصوات اليائسة تبحث عن مهرب."

"التمر في تاريخ الحجاز أصنام تُعبد وتُؤكل بلا شعور بالإثم وبمطلق الإيمان . "

"تمر يثرب يحمل من أشواق مدينةٍ تنادي للرحيل وراء الإيمان ، أينما يميل إيمانُك مِلْ . لذا لها حلاوة مضاعفة . "

"يا إلهي كيف أنّ كتابةً بسيطة تعطينا هذا الفيض من السِّريَّة والفرح ؟!!"

الشاطيء (قصة قصيرة) - ألان روب غرييه

ألان روب غرييه 
صبية ثلاثة يمشون على طول الشاطيء جنبا الى جنب ويمسكون بأيدي بعضهم البعض. طولهم متقارب وأعمارهم أيضا متقاربة _ في حوالي الثانية عشرة- لكن مع ذلك يبدو الذي في الوسط أقصر من الاثنين الآخرين. باستثناء هؤلاء الصبية الثلاثة فالشاطيء الطويل فارغ ، يمتد فيه شريط الرمل العريض بوضوح على مد النظر ، يخلو من الصخور المتناثرة ، والحفر المائية وينحدر بنعومة من المنحدر الصخري عند الشاطيء نحو البحر فيبدو لا نهاية له.

الطقس رائع والشمس تضيء الرمل الأصفر بضوء عمودي متقد، السماء صافية بلا غيوم والريح ساكنة ، الماء أزرق صاف بلا أي أثر لموجة كبيرة قادمة من بعيد على الرغم من مواجهة الشاطيء للبحر المفتوح والافق البعيد.