‏إظهار الرسائل ذات التسميات القصة و الرواية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات القصة و الرواية. إظهار كافة الرسائل

23 أبريل 2013

طبل الصفيح (مقتطفات من الرواية) - غونتر غراس

طبل الصفيح (مقتطفات من الرواية) - غونتر غراس
الثوب الواسع
اعترف : بأنني نزيل إحدى مصحات العناية والعلاج، حيث يراقبني ممرضي، وبالكاد يصرف النظر عني، إذ أن ثمة عينا سحرية في الباب، بيد أن عيني ممرضي ذات لون بني غير قادر على رؤيتي، أنا الأزرق العينين. لذلك لا يمكن أن يكون ممرضي عدوا لي. لقد كسبت وده، وكنت أقص على الرقيب المتطلع خلف الباب، حالما يطأ غرفتي، وقائع من حياتي،، لكي يستطيع التعرف علي، على الرغم من العين السحرية التي كانت تعوقه، بدا أن هذا الرجل الطيب كان يحترم ما رويته عليه ويقدره، فكان يخرج لي، عندما أكذب عليه بعض الشيء، تطريزاته الجديدة، لكي يظهر نفسه عارفا. وقد استقبلت الصحافة معرض ابتكاراته استقبالا حسنا، وأغرت كذلك بعض المشترين كان يعقد بابتذال خيوط القنب التي يجمعها من غرف المرضى بعد انتهاء الزيارات ويفككها على هيئة أشباح متعددة الطبقات مرتبطة ببعضها، ثم ينقعها بالجبس ويتركها تجف، ليشكلها في دبابيس مثبتة بقواعد خشبية. وكثيرا ما كانت تراوده فكرة أن يبدع أعماله بالألوان، وكنت أنصحه بالعدول عن تلك الأفكار، مشيرا الى سريري المعدني المطلي بالدهان الأبيض، وأرجوه أن يتخيل هذا السرير المتكامل ملونا. فكان يصفع رأسه بيديه الحانيتين التضميديتين من شدة الهلع، ويحاول في الوقت ذاته أن يعبر من خلال وجهه المنكمش والمتصلب عن مخاوفه كلها، فيكف عن خططه اللونية.

25 أكتوبر 2012

سقوط الملاك (مقتطفات من الرواية) - يوكيو ميشيما

سقوط الملاك (مقتطفات من الرواية) - يوكيو ميشيما
البحر، بلا اسم، البحر المتوسط، بحر اليابان، خليج سوروجا، المترامي هاهنا أمامه، فوضى ثرية، متجردة من الاسم، ومطلقة، تم الامساك بها، عقب صراع طويل، بحسبانها شيئا يقال له (( البحر ))، وهو في حقيقة الأمر يأبى أن يكون له اسم.
====================
كل ما هنالك أن احداً لم يلحظ الأمر، فنحن أكثر تعوداً مما ينبغي على عبث الوجود، وضياع كون ليس جديراً بأن يُحمل على محمل الجد.
====================
تهاوت البقايا الباقية من الحياة على البر، وجاءت إزاء اللامتناهي. البحر، ذلك اللامتناهي الذي لم يقابله أحد من قبل. وبدت هذه البقايا، شأن الإنسان، عاجزة عن لقاء نهايتها، إلا على أقبح الصور وأبشعها.

أبي طويل الساقين (مقتطفات من الرواية) - جين ويبستر

أبي طويل الساقين (مقتطفات من الرواية) - جين ويبستر
عزيزي_الوصي الطيب _الذى يرسل اليتامي إلي الكلية .
هانذا. لقد سافرت بالامس لمدة أربع ساعات بالقطار ، إنه شعور مثير ومبهج..اليس كذلك ؟ إنني لم أركب قطارا من قبل .
الكلية متسعة وضخمة وتدعو للارتباك ، أنا أضل طريقي ، دائماً بمجرد ترك غرفتي .سوف أكتب لك وصفاً تفصلياً عندما أشعر أنني اقل ضياعا ،وسأخبرك ايضا عن دروسي ، فالدراسة لن تبدأ إلا يوم الاثنين ، نحن الآن فى ليلة السبت ، لكني-على اية حال –رغبت فى أن اكتب لك خطابا لمجرد التعارف .
من الغريب أن تكتب لشخص مجهول لا تعرفة ، ومن المدهش بالنسبة لى شخصيا أن أكتب خطابات كليةً ، فانا لم اكتب طوال عمري خطابين أو ثلاث ، لذا أرجو أن تتجاهل هذا الخطاب إذا لم يكن نموذجيا للغاية.

22 أكتوبر 2012

الرضيع (قصة قصيرة) - البرتو مورافيا

الرضيع (قصة قصيرة) - البرتو مورافيا
حين أتت السيدة المحسنة التي تنتمي لجمعية رعاية الأطفال لزيارتنا سألتنا، كما يفعل الجميع، لماذا ننجب كل هذا العدد من الأطفال، فانبرت زوجتي التي كانت تشعر بانقباض في ذلك اليوم لتعلن صراحة ودونما مواربة: "لو كانت لدينا الإمكانيات لذهبنا إلى السينما في المساء. وبما أننا لا نملك النقود فإننا نأوي إلى الفراش، وهكذا يولد الأطفال". بدا الانزعاج على السيدة عندما سمعت هذه الملاحظة ومضت دون أن تضيف كلمة واحدة. أما أنا فقد عنّفت زوجتي قائلاً بأنه لا يصح الإعلان عن الحقيقة دائماً، وعلى المرء كذلك أن يعرف مع من يتعامل قبل أن يعلن الحقيقة.‏ في سن الشباب قبل أن أتزوج كنت أتسلى في كثير من الأحيان بقراءة الأخبار المحلية في الجريدة حيث يصفون كل المصائب التي يمكن أن تحدث للناس مثل حوادث السرقة، والقتل، والانتحار، وحوادث الطرق. من بين كل تلك المصائب واحدة لم أكن أتصور على الإطلاق أن أواجهها وهي أن أصبح "حالة تثير الشفقة"، أي حين يثير شخص ما مشاعر العطف بسبب حظه العاثر دون أن يعزى ذلك لمصيبة محددة أصابته، أي أن حالته تعود لمجرد كونه على قيد الحياة، ليس إلا.

تحولات بيكتور (قصة قصيرة) هيرمان هسه

تحولات بيكتور (قصة قصيرة) هيرمان هسه
حالما دخل بيكتور الجنة وقف أمام شجرةٍ، تلك التي كانت في آن معًا رجلاً وامرأة. حيا الشجرة باحترام وسألها: "هل أنت شجرة الحياة؟" حالما بدأت الأفعى، عوضًا عن الشجرة، بإعطائه جوابًا استدار وأكمل سيره. كان عينًا خالصة، كل شيء يقع من نفسه حسنًا. بوضوح شعر أنه في الوطن، في منبع الحياة.مرة أخرى رأى شجرة، تلك التي كانت في آن معًا شمسًا وقمرًا.
كلمها: "هل أنت شجرة الحياة؟"
الشمس أومأت وضحكت، والقمر أومأ وابتسم.