‏إظهار الرسائل ذات التسميات الشعر الفرنسي. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الشعر الفرنسي. إظهار كافة الرسائل

2 يونيو 2010

الدعـوة إلـى السـفـر (النص النثري) شارل بودلير

 شارل بودلير /  Charles Baudelaire
إنه بلد حقيقي لـ "النعيم"، كل شيء فيه جميل، غني، هادئ، وفاضل، يحلو فيه للفخامة، أن ترى نفسها مجلوة في نظام؛ الحياة فيه، ثرة ناعمة للتوق إليها؛ من حيث الفوضى؛ فإن الشغب وغير المتوقع، قد استبعدا؛ السعادة فيه، مقترنة بالهدوء، والمطبخ بالذات شاعري، دسم، ومثير في آن؛ الكل فيه يشبهكم ملاكي العزيز. 
أتعرفين هذه الحمى التي تتسلط علينا عند الشدائد القاسية، وهذه النوستالجية للبلد الذي نجهله، وهذا التضايق من حب الاستطلاع ؟ توجد بقعة تشبهك، كل شيء فيها جميل، غني، هادئ وفاضل، الخيال فيها شيد وزخرف "صينا" غربية، الحياة فيها ثرة ناعمة للتوق إليها، والسعادة فيها مقترنة بالهدوء. هناك ينبغي شد الرحال إليها للعيش، وهناك ينبغي الذهاب للموت فيه ! 
أجل، هناك ينبغي أن نصبو، وأن نحلم، ونمدد الساعات من خلال اللانهائي للمشاعر، كتب موسيقار لحنا لـ "الدعوة بالفالس ". فمن ذا الذي سيلحن "الدعوة إلى السفر" التي يمكننا تقديمها إلى المرأة التي نحب، والأخت التي وقع عليها الاختيار ؟ 
أجل، في هذه البيئة سيطيب العيش – هناك الساعة فيها أبطأ، تتضمن مزيدا من الأفكار، وآلة الساعة فيها ترن سعادة بأبهة اعمق وأكثر دلالة. 
فوق دعامات خشبية مضيئة، أو فوق جلود مذهبة ومن نفائس داكنة اللون، تحيا ببساطة، لوحات تشكيلية وديعة، هادئة ومتأصلة، مثل نفوس الفنانين الذين أبدعوها. 
الشموس الراقدة التي تلون قاعة الأكل تلوينا بمثل هذه الأبهة، أو الصالون، متسللة من خلال القماشات الرائعة أو من خلال هذه النوافذ العالية المتقنة الصنع بمهارة، التي يقسمها الترصيص إلى أجزاء متعددة. الأثاث وافر، طريف وعجيب، مسلح بالمغالق وبخزائن الأسرار، مثل نفوس مرهفة. تعزف المرايا والمعادن والقماشات والصباغة والخزفيات، هناك للعيون سينفونية صامتة ومليئة بالأسرار؛ ومن كل الأشياء، وكل الزوايا، وشقوق الأدراج، وثنايا القماشات، يتسرب عطر فريد، "عودة معهودة " من سمطرة، عطر مثل روح الشقة.

الدعوة إلى السفر- شارل بودلير (قصيدة)

 شارل بودلير /  Charles Baudelaireولدي، أختي، 
أحلمْ بطريقة لطيفة
أحلْم بأن نذهب إلى هناك،لنعيش جميعاً
ارغب في الراحة
أحب ومْت،
في البلد الذي يشبهك !
شموُسه المبللة
من هذي السماوات الملبدة
من أجل روحي لها المفاتنُ
المكتنفة كثيرا بالأسرار
مفاتن عينيك الخائنتين،
تلمعان عبر دموعهما
هناك ... كل شيء ليس إلا نظاما وجمالا،
فخامة، هدوءا، واشتهاء حسيا.
سوف يزين غرفتنا،
أثاث متوهج،
صقلته السنون؛
الزهور النادرة جدا
تمتزج أرائجها
بروائح العنبر الملتبسة
] وإذا لقيت، هناك، لقيت [ السقوف الباذخة
والمرايا العميقة،
والتألق الشرقي،
كل شيء سوف يتحدث هناك.

28 مايو 2010

على الشرفة | بول فيرلين

كلتا الاثنتين كانتا تشاهدا اختفاء السنونوات
الأولى شاحبة بشعر فاحم ، و الأخرى شقراء
ووردة، وقمصان حمامهم الخفيفة لعجوز شقراء
بلبسٍ تلوَّتا، كغمامتين، حول نفسيهما.

رسالة الرائي | أرثو رامبو - Arthur Rimbaud (الشعر الفرنسي الحديث)


"..فليس ذنب النحاس، إذا استيقظ بوقاً. وهذا واضح لديّ: أنا أشهد تفتّح فكري: أرقبه، أصغي إليه: وما إن يمسّ قوسي الوتر، حتّى تهتز السمفونيّة في الأعماق، أو تثب وثباً على المسرح.

بربريّ | أرثو رامبو - Arthur Rimbaud (الشعر الفرنسي الحديث)


بعدَ الأيّام، الفُصولِ، الكائناتِ، والأقطارِ بوقتٍ طويل، رايةٌ من اللحم الدامي على حرير البحارِ والورود القطبيّة (إنّها غير موجودة).

وَسواس المُماثلَة | ستيفان مالارميه

أمِنْ كلماتٍ غير معلومة غنّت على شفتيك، أوصالٌ منبوذة لجملة عبثيّة؟ خرجت من شقّتي بإحساس حقيقي وكأنني جَناحٌ مسترسلٌ وخفيفٌ، منسرحاً فوق أوتار آلة، يحلُّ محلّه صوتٌ ناطقٌ لكلمات بنبرة هبوطيّة: "الماقَبْلُ الأخيرة"

أناشيد مالدورو (مختارات) - لوتريامون Lautréamont

" أتمنى من الرب أن يحول القارئ إلى وحش أثناء قراءة هذا الكتاب، وأن يهتدي إلى طريقه وسط المستنقعات والسبل الموحشة دون أن يضل سبيله.
لأنه إذا لم يبادر إلى القراءة بتوتر روحي فالروائح التي تفوح من هذا الكتاب سوف تمتص روحه كما يمتص السكر الماء.أن قراءة كل من هب ودب لهذه الصفحات، سوف لن تكون فاتحة خير.القليل سوف يكون بإمكانهم تذوق هذه الثمرة المرة دون أن يتعرضوا للأذى.."

27 مايو 2010

الباطروس - شارل بودلير (قصيدة)

شارل بودلير /  Charles Baudelaire
لكي يزجون أوقات فراغهم يتلهى رجال البحر
بطيور الباطروس تلك المخلوقات البحرية الضخمة
المرافقة الكسولة لجوابي البحار
حينما تشق سفنهم عباب البحر وأجاج الملح...
وما أن تحط قدميها على سطح سفينة
حتى تجر ملوك للآفاق هذى
في رعونة تدعو للرثاء...
أجنحتها الضخمة البيضاء...
كما تنجر المجاذيف على جانبي قارب.


ياله من أخرق وضعيف هذا المسافر المجنح ...
لقد كان قبل وقت وجيز يكسوه البهاء...
وهو الآن قبيح ومثير للضحك وللرثاء.
أحدهم يمعن في مضايقته بمداعباته السخيفة المؤذية...
والآخر يومىء إليه ويتبعه هازئا من عجزه المهيض...
إن الشاعر شبيه بأمير الآفاق هذا...
يرتاد العواصف ويهزأ من نبل الصياد ...